الجمعة، 31 أغسطس 2007

الاقمار الصناعية تساعد في انقاذ نمور غواتيمالا

النسبة لهنود المايا الذين شيدوا يوما المدن في أحراش غواتيمالا كانت جلود النمور الامريكية المرقطة تمثل نجوم السماء في حلكة الليل.اما الان فيتم رصد أضخم قطط النصف الغربي من الكرة الارضية من الفضاء.اذ يستخدم فريق من علماء المكسيك وغواتيمالا وصيادو النمور قمر نظام الرصد العالمي المعروف باسم «جي. بي. اس» لرصد تحركات هذا الحيوان السري ودراسة سلوكه والعثور على طرق تحد من تدمير بيئته المفضلة.الا أنه يتعين عليهم أولا الامساك بنمور حية.لقد ظهرت احدى تلك القطط الكبيرة لبرهة خاطفة وهي تقفز من مخبئها في الاشجار الى الاحراش وفي أعقابها مجموعة من كلاب الصيد.وأخذ فريق من الصيادين والباحثين يطاردون هذا النمر وهم يشقون طريقهم وسط الاحراش بضربات من مناجلهم.وبعد خمس ساعات من المطاردة فى متنزه لاجونا ديل تيجري الوطني استسلم القط.كان الصيد الثمين يحدق بخوف في وجوه اولئك الذين اسروه بعدما دفعوا به الى كهف ثم استسلم لحقنه مهديء من الطبيبة البيطرية جانيت اوردياليس من جماعة المدافعين عن الطبيعة.وبمجرد أن نام في أمان قام الفريق بتطويق عنقه بطوق يعمل ضمن نظام «جي. بي. اس» ثم قاموا بفحص طبي شامل له.وتشعر اوردياليس التي تقود العمل الميداني في المشروع بالقلق من تراجع الحالة الصحية للنمور بسبب التغيرات في الطعام مع اختفاء الموطن الطبيعى والافراط في عمليات القنص في الاحراش قرب المزارع والقرى.وقالت: «اننا نقوم ببعض الاختبارات فيما يتعلق بأمراض مثل ايدز ينتشر بين نوع من القطط وفيروس غرب النيل وداء الكلب. نريد أن نرى ما اذا كانت النمور على اتصال بالناس والحيوانات في المنطقة وما تأثير ذلك على حالتها الصحية».ويسجل الطوق موقع الحيوان كل ساعة ويجمع الاف البيانات طوال عام وبعد ذلك يستعيد العلماء الحيوان لفحص البيانات.ويواجه النمر الذي كان يعتبره المايا اله العالم السفلي خطر الانقراض مع تراجع عمليات التزاوج فضلا عن الامراض والجوع في ظل اختفاء الاحراش وتحولها الى مراع.ويقوم كبار ملاك الاراضي الزراعية واولئك الذين لا يملكون أراض بتدمير الاحراش في منطقة بيتين بغواتيمالا لاتاحة المجال لرؤوس الماشية للرعي. قال الخبير البيولوجي داناى ازوارا في المتنزه الوطني «في بعض المناطق لم يتبق سوى الثلث من الغابات الاصلية».ولا أحد يعرف عدد النمور الباقية في العالم الا أن البيئة الطبيعية التى تحيا فيها تراجعت بكثافة على مدار المائة عام الماضية.قال الان رابينوفيتز من جمعية حماية البيئة العالمية التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة «بدءا من القرن العشرين تقلصت المواطن الطبيعية بنسبة ۵۰ في المائة على الاقل».ولا يوجد هذا النوع من النمور المرقطة سوى في الامريكتين وهي تتواجد بأعلى كثافة لها في أحراش المايا وفي المنطقة عبر بليز وغواتيمالا والمكسيك.ويعد النمر الامريكى الاستوائي ثالث أضخم حيوان في فصيلة القطط بعد الاسد والنمر وقد يصل وزنه حتى ۱۵۰ كيلوغراما.وتستخدم هذه الفصيلة من النمور أطرافها القوية في السباحة والقفز والجري كما تستخدم أنيابها ومخالبها الحادة في قنص كل شيء من الاسماك حتى الغزلان وفي السنوات الاخيرة لجأت الى اصطياد الماشية.والنمر الامريكي خجول الا أنه عاش طويلا قرب البشر الذين عاملوه بتقدير شديد باعتباره حيوانا اسطوريا منذ الزمن السحيق.لقد شيدت قبائل المايا اهرامات من أجل النمور القوية والخطرة وبقي الحيوان رمزا مهما بين كهنة المايا في الوقت المعاصر.ويكشف مشروع مكسيكى بدأ منذ عشرة أعوام لانقاذ النمور وخرائط تستخدم أحدث البيانات ان تلك القطط حذرة للغاية من الانشطة البشرية. قال ازوارا «ترى من الاطواق المعلقة في رقاب النمور انها تحاول الا تقترب لمسافة ستة كيلومترات من الطرق».

ليست هناك تعليقات: