يعتبر الامام علي«ع» هدية الله ومعجزته للانسانية جمعاء فهو حقا امام الحق المبين وصدق فيه «ع» قول النبي المصطفى«ص» علي مع الحق والحق مع علي«ع» وقوله«ص» علي عليه السلام مع القرآن والقرآن مع علي«ع» يدور حيث دار ولا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض «الكوثر».ان معنى الحديث الشريف واضح بين ذلك ان العالم يدور على اساس الحق والعدل والميزان كما قال الحق تعالى «والسماء رفعها ووضع الميزان الا تطغو بالميزان واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان» نعم الديمقراطية تعني اجراء العدل بين الجميع دون ادنى تفرقة لكي يحق الحق ويبلغ كل ذي حق حقه بالمقدار والذرة والمثقال فاذا حصل غالبية الناس على حقوقهم فان هذه الاكثرية تهدء نفسيا وتبدء بالعمل فكريا لبناء المجتمع. تلك البنية القويمة واما القليل المتبقي فعليه ان يصلح نفسه ليلحق بالركب ولا يتخلف فيضيع فهو مضطر ان يصلح نفسه ومن يصل الى حقه كاملا غير منقوص يجد ويسعى الى الاتقان في العمل واداء واجباته باخلاص وجد ووفاء وهو العمل الطيب لذلك يقول الامام علي«ع» الحق احق ان يحق «ومع انتشار الحق ينتشر العدل والرخاء فهو ينتمي الى عالم الحق المبين ويقود الانسان السوي الى الصراط المستقيم على نهج القرآن الحكيم انه على الرغم من اغتصاب حقه الشرعي الذي اقره النبي الكريم«ص» يوم غدير الحق بنص وامر الهي قويم ليكون الوصي التقي الامين على رسالة الحق لم ينتقم ولم يثأر بل صبر وفكر وهدى الناس الى ما هو الحق والتزم الديمقراطية بحكم الاغلبية القوية لما راى القوة تسيطر والجهل يحكم راى من الحكمة ان يصبر ويهدي ويرشد ذلك ان الغضب والثأر والانتقام بالقوة يزيد الطين بلة. متمسكاً بالقرآن شرحاً وبالنصيحة والتعليم لكي يزيل الجهل المسيطر المتحكم بالقوة، هكذا عاش ملتزماً بيت الاحزان قوي الارادة والرأي والفكر الحكيم السديد معذبا مظلوماً كما نقرأ حديثه في خطبة الشقشقية بنهج البلاغة والحكمة وكان حوله عدد قليل ممن وفوا لرسول الله«ص» من الاصحاب الاوفياء مثل سلمان وعمار وابوذر عليهم الرحمة لقد جاءته زمرة من المنافقين عبدة الدنيا الدنيئة ولمصالح شخصية انتهازية تدعوه للقيام والثأر والانتقام لحقه المسلوب في الولاية وامارة المسلمين لكن الامام علي«ع» عرفهم وشخصهم وادراك نواياهم الخبيثة واهدافهم الدنيئة فرفضهم جملة وتفصيلا فذهبوا وتالبوا عليه ونافقوا اهل السقيفة وايدوهم هكذا استضعفوا الاس وارهبوهم واصبح بيت مال المسلمين نهبا لسياسة الاقوياء جهلا ونفاقا وفي الوعد الحق كتاب الدكتور طه حسين قرأت قوله نصا وحرفا لقى عبدالله بن مسعود كاتب الوحي والقرآن من اصحاب السقيفة بأمر الخليفة ضرباً مبرحا كسروا اضلاعه ورموه خارج مسجد رسول الله«ص» بالقوة فعاش في منزله مريضا محروما من حقه المغتصب من بيت مال المسلمين حتى توفي ولم يعفو عن الذين ظلموه.. وكذلك يموت ابوذر الغفاري شهيداً محروماً غريبا منفيا مع ابنته في صحراء الربذة هكذا يحل ظلام الجاهلية ويشتعل نار الحقد الاسود الذي كان مدفونا تحت رماد النفاق الكثيف.ويبقى الامام علي«ع» صابراً سجين بيت الاحزان بعد ما حلّ بكوثر المصطفى«ص» من كسر اضلاعها واسقاط المحسن واغتصاب الفدك حقها فمرضت غصة واشتهدت على سرير المرض حزينة محرومة والحسن والحسين سبطي رسول الحق«ص» يبكيان رحيلها الحزين ويلتزم الامام علي«ع» بيت الاحزان صابراً بروح اسلامية عالية ليكون قدوة ونبراسا للحق المبين بقى مع الحق ناظراً الى ديمقراطية السقيفة الغبراء وحقه يضيع صابراً صبر النقي الوصي القوي الامين لم تأخذه لومة لائم عملا بقول الحق تعالى «لا يجر منكم شئآن قوم الا تعدلوا اعدلو هو اقرب للتقوى انه وقف قائما بالقسط وهاديا لنور الحق ليزيل الجهل والنفاق راضيا لله ماضيا في سبيل الله مهتديا بالقرآن.فهو الغدير العذب للظامئين وهو نهر العلم والحكمة والمعرفة وهاديا لسبيل الحق المغتصب انه العبد الصالح الذي يطعم على حبه مسكينا ويتيما واسيرا ويبيت مع الزهراء ريحانة رسول الله«ص» صائما حيث يذكره القرآن العظيم «انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا» هكذا اذهب الحق تعالى الرجس عن اهل بيت النبوة وطهرهم تطهيراً لحمل الرسالة الانسانية العظمى لنجاة البشرية من الفوضى والجهل والارهاب وصدق شوقي قوله «اتيت والناس فوضى لا يمر بهم الا على صنم قد هام في صنم.يصبر الامام«ع» حزينا في بيت الاحزان وحكم الديمقراطية يعين الجاهلية المستيقظة من تحت رماد النفاق تعيث فسادا وتنشر جهلا وكذبا ونفاقاً بعد رقاد عقيم.ان الديمقراطية سلاح ذو حدين هكذا وهكذا لهؤلاء وهؤلاء تماماً مثل القلم يمكنك به ان تحق حق مظلوم وتنشر العلم والمعرفة ان كانت نيتك خيراً واما ان كانت النية شرا فيمكنك بهذا القلم ان تعمي عالماً او انسانا برئيا وكذلك الكلمة يمكنها ان تكون طيبة كشجرة مثمرة او ان تكون سيئة خبيثة كشجرة خبيثة مرة الثمار ملعونة الاصل والجذر وهناك كلمة حق محرفة يراد بها الباطل كذلك الافاق الاثيم الزنيم الذي حمل المصاحف على الرماح كذبا ونفاقا مدعيا بالمكر والحيلة ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ويحق الله الحق ويزهق الباطل والله بالغ امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون. لقد ظلموا انفسهم واطفأوا نور الحق العلم والحكمة عن المسلمين الذين قبعوا صامتين والساكت عن الحق شيطان اخرس فقتل من قتل وسلب من سلب ويبقى الامام علي«ع» مع القرآن والعترة النبوية صابرة عملا بقول النبي الاكرم «كتاب الله وسنتي اهل بيتي والحق معه يقول: انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون».هذه كانت حالة مدينة رسول الله«ص» وحالة وصيه امير المؤمنين امام المتقين وهنا اخاطب العقاد واقول اين الرجال الذين وصفتهم حول الرسول واحدهم ما صدق بقوله طه حسين في الوعد الحق حقا واليك الثاني بقلم التاريخ ومئات المصادر الموثقة السيف المغشوش سيف الجاهلية الذي قتل به خيرة المسلمين والاوفياء من اصحاب النبي الامي الامين وما فعله من اشرس جريمة وحشية نكراء بذهابه مع جيش مخدوع وبحجة كاذبة واهية هي الردة ليقتل بشراسة اشرف مسلم آمن بالحق ولم يغدر كغيره ببيعة النبي«ص» ولم يعص امر الرسول بالتخلف عن جيش اسامة ولم يخف الجاهلية برماد النفاق والكذب والرياء..ولم يبدل كلام الله ولم يحرف ويزيف حديث رسول الله«ص» بل كان متمسكاً حقا وصدقا بالقرآن وسنة وعتره اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً لقد قتل مالك بن النويرة الشهيد المظلوم انتقاما لوليد الجهل والكذب والنقاق وجرمه انه محب للقرآن والامام علي«ع» وعترته، وبشريعة الغاب اغتصب زوجته المؤمنة البريئة وسلبه ونهب امواله بحكم ديمقراطية قادة السقيفة الغبراء هؤلاء هم رجالك ياعقاد لقد اخطأت ولم تعلم ان التاريخ لا يرحم كل كذاب ومنافق افاق وان الحق لحق ان يحق فكنت كالشعراء الذين يصفهم القرآن اعني الذين لا يؤمنون بالحق «والشعراء يبتعهم الغاوون الم ترانهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون مالا يفعلون» الا الذين آمنوا بحق الامام علي«ع» والقرآن والعترة الطيبة الطاهرة ابناء كوثر المصطفى«ع» لقد ظلم الذين قالوا حسبنا القرآن فقط وقالوا حينما طلب نبي الحق«ص» الدواة والقرطاس ليكتب حق غدير الحق ويؤكد حق الامام علي امير المؤمنين الوصي التقي الامين المختار من السماء ان الرسول استغفر الله يهجر فهل القرآن حق ام على قلوب اقفالها الم يقرأ الكذاب الاشر قول الحق تعالى «وما ينطق عن الهوى ان هو الاوحي يوحى علمه شديد القوى» صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله النبي الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين والصادقين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.وقف اميرالمؤمنين مع الحق وكان الحق معه وقف مع القرآن وكان القرآن معه وصبر على كل ما شاهده من ديمقراطية السقيفة واحياء خبث الجاهلية المقبورة بذي الفقار الحق ولا فتى الا علي ولا سيف الا ذي الفقار حقاً وصدقا وعدلا يبكي على ما يرى وينصح ويرشد ويهدي قومه وشيعته وخيرة اصحابه اصحاب رسول الله«ص» الاوفياء ويعد العدة للايام والمآسي القادمة.والله بالغ امره ولكن اكثر الناس لا يعلمونوصدق الفيلسوف الحكيم ابوعلاء المعري شعرهوعلى الدهر من دماء الشهيدين علي ونجله شاهدانفهما في اواخر الليل فجران وفي اولهما شفقانوصدق المعري في شهيد المحراب والحرية في كربلاء ولم يزل الحق حتى اليوم غريبا والديمقراطية كاذبة والاسلام مظلوم.ويبقى قول الامام علي«ع» حب الدنيا راس كل خطيئة والحق احق ان يحق وديمقراطية الاسلام ان تحب للغير ما تحبه لنفسك ويحق الله الحق بكلماته ويقطع دابر المجرمين ومن اغتصب حق الامام علي«ع» وبنى بنيانه على جرف هار كمن اراد ان يحفظ الماء بالغربال ويسبح ضد امواج الحق في بحر العدل والقسط فقد اخسر الميزان كمن القى يوسف في غيابت الجب ليمنع الحق ان يحق اقول لهؤلاء الجهلة اقروا قول الحق تعالى وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق