الجمعة، 31 أغسطس 2007

الصليب الاحمر يؤكد تدنيس القرآن ومنظمة انسانية تقول بأن اهانة المعتقدات الدينية شائعة في المعتقلات الاميركية

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف إن معتقلين في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا أكدوا لها وقوع بضع عمليات تدنيس للمصحف الشريف.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الصليب الأحمر فنسنت لوسر قوله إن المعتقلين قدموا للجنة الدولية معلومات عن عمليات تدنيس للمصحف، موضحا أن هذه المسألة أثيرت مع السلطات الأميركية.وأشار لوسر إلى أن مسألة احترام ديانة المعتقلين حساسة ومنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي، إذ (يحق للمعتقل ممارسة شعائره الدينية ومن واجب الآخرين احترام معتقداته).وفي واشنطن قال متحدث آخر باسم اللجنة سايمون سورونو إن الصليب الأحمر الذي يزور المعتقلين في غوانتانامو منذ يناير/كانون الثاني عام ۲۰۰۲ ناقش مع السلطات الأميركية هذه الاتهامات في مناسبات عدة بين مطلع عام ۲۰۰۲ ومنتصف عام .۲۰۰۳وأضاف أن السلطات الأميركية اتخذت على ما يبدو تدابير لإصلاح الوضع لأنه لم تتوفر اتهامات أخرى تفيد بأن المصحف الشريف قد تعرض للتدنيس بعد منتصف عام .۲۰۰۳ وتأتي هذه التصريحات بعد أن تراجعت مجلة نيوزويك الأميركية الأسبوعية عن تحقيق صحفي نشرته مؤخرا أفاد بأن محققين أميركيين في غوانتانامو رموا نسخا من القرآن الكريم في دورات المياه هذه القاعدة.كما تأتي هذه التطورات بعد انتهاء المهلة التي حددها رجال دين أفغان لتسليم المسؤولين عن هذه الفعلة إلى دولة إسلامية لمحاكمتهم. وقد أرجأت مجموعة من رجال الدين الأفغان دعوة للجهاد ضد الولايات المتحدة بسبب تقرير نيوزويك بعد تراجع المجلة عن التقرير.وشدد رجال الدين في إقليم بدخشان الاسبوع المنصرم على ضرورة أن تسلم الولايات المتحدة المسؤولين عن تدنيس المصاحف إلى دولة إسلامية لمحاكمتهم خلال ثلاثة أيام، وإلا أعلنوا الجهاد ضد الولايات المتحدة. غير أن نيوزويك التي نشرت في التاسع من هذا الشهر موضوع التدنيس، تراجعت عن هذا التقرير يوم الاثنين الماضي.وأثار تقرير المجلة احتجاجات عنيفة في أفغانستان أسفرت عن مقتل ۱۶ شخصا وإصابة أكثر من مائة آخرين بجروح. كما خرجت مظاهرات مماثلة في باكستان وإندونيسيا والسودان وغزة الأسبوع الماضي. ونددت مصر والمملكة العربية السعودية وبنغلاديش وماليزيا وجامعة الدول العربية بما ورد في التقرير. واعتبرت احتجاجات أفغانستان الأسوأ منذ الإطاحة بحركة طالبان أواخر عام .۲۰۰۱ في السياق ذاته أكدت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان الأميركية (هيومن رايتس ووتش) أن الجدل إزاء تراجع مجلة (نيوزويك) عن تقرير عن تدنيس القرآن من قبل جنود أميركيين في معتقل غوانتانامو (يجب ألا ينسى العالم أن الإهانة الدينية للمعتقلين منتشرة في غوانتانامو والمعتقلات الأخرى).وقال مستشار المنظمة ريد برودي إن (الولايات المتحدة أهانت في جميع أنحاء العالم معتقلين مسلمين بالمساس بمعتقداتهم الدينية). وأشارت المنظمة إلى أنها جمعت شهادات لمعتقلين سابقين بينهم ثلاثة بريطانيين وروسي قالوا إن الأميركيين الذين كانوا مكلفين باستجوابهم استهتروا بمصاحف.وأوضح اريك شار الذي كان مترجماً في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا أن الحراس كانوا يلقون دائماً المصاحف على الأرض.وقالت المنظمة إن التقرير الذي نشرته (نيوزويك) ما كان سيتخذ هذه الأبعاد لو لم تسجل حالات شائعة لتجاوزات ارتكبها الأميركيون. وأضاف برودي: (إذا كانت الولايات المتحدة تريد إصلاح الضرر الذي لحق بصورتها بسبب سوء معاملة المعتقلين فعليها أن تجري تحقيقات حول الذين أمروا بهذه التجاوزات أو تغاضوا عنها وليس مهاجمة الذين حاولوا كشف القضية).من جهته ذكرت مصادر صحفية أميركية أن الجيش الأميركي قام بانتهاكات واسعة النطاق لمحتجزين أفغانيين في العام ۲۰۰۲ في أحدث كشف لانتهاكات تجري بعد قضية تدنيس المصحف الشريف.وقالت صحيفة نيويورك تايمز (إنها حصلت على تقرير سري تضمن تفاصيل ورسوما توضيحية لتلك الانتهاكات تشمل وفاة اثنين من المعتقلين بقاعدة بغرام، حيث زعم أنها ارتكبت على يد جنود شبان غير مدربين تدريبا جيدا).وأضافت الصحيفة أن أحد المعتقلين علق من معصميه في سقف زنزانته عدة أيام قبل وفاته وأن الحراس كانوا يضربونه على ساقيه وهو معلق، مشيرة إلى أن أصابع الاتهام وجهت لسبعة جنود.وحسب التقرير وصف شهود لمحققي الجيش سوء المعاملة التي تعرض لها المعتقلون والتي شملت وقوف إحدى المحققات على عنق أحد المعتقلين، وركلها معتقلا آخر في مكان حساس، وتقييد آخر وإجباره على تقبيل أحذية المحققين وهو يتدحرج على أرضية الزنزانة.وأضاف التقرير أن سجينا آخر أجبر على التقاط سدادات الزجاجات البلاستيكية من وعاء مليء بالقذارات والماء. وفي تعليقه على تلك الانتهاكات اعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لاري دي ريتا بأن هناك (أناسا انتهكوا بوضوح معايير أي شخص للمعاملة الإنسانية).وكانت التحقيقات الأميركية قد خلصت في أكتوبر/تشرين الأول إلى أن هناك أسبابا تدعو لتوجيه الاتهام ل۲۶ ضابطا ومجندا لارتكابهم مخالفات جنائية بمقتل أحد المعتقلين في بغرام كما ورد اسم ۱۵ منهم في مقتل الآخر. لكن الصحيفة قالت إن اثنين من محققي الجيش وبخوا وأن سبعة جنود وجهت لهم الاتهامات رسميا

ليست هناك تعليقات: